الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال الكرماني: سورة البقرة:5- قوله تعالى: {الم} هذه الآية تتكرر في أوائل ست سور فهي من المتشابه لفظا وذهب جماعة من المفسرين إلى أن قوله: {وأخر متشابهات} هي هذه الحروف الواقعة في أوائل السور فهي أيضا من المتشابه لفظا ومعنى والموجب لذكره أول البقرة من القسم وغيره هو بعينه الموجب لذكره في أوائل سائر السور المبدوءة به وزاد في الأعراف صادا لما جاء بعده فلا يكن في صدرك حرج منه ولهذا قال بعض المفسرين معنى المص ألم نشرح لك صدرك وقيل معناه المصور وزاد في الرعد راء لقوله بعده الله الذي رفع السموات.6- قوله: {سواء عليهم} 6 وفي يس {وسواء} 10 بزيادة واو لأن ما في البقرة جملة هي خبر عن اسم إن وما في يس جملة عطفت بالواو على جملة.7- قوله: {آمنا بالله وباليوم الآخر} ليس في القرآن غيره تكرار العامل مع حرف العطف لا يكون إلا للتأكيد وهذه حكاية كلام المنافقين وهم أكدوا كلامهم نفيا للريبة وإبعادا للتهمة فكانوا في ذلك كما قيل:فنفى الله الإيمان عنهم بأوكد الألفاظ فقال: {وما هم بمؤمنين} ويكثر ذلك مع النفي وقد جاء في القرآن في موضعين في النساء {ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} 38 وفي التوبة {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر} 29.8- قوله: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} 22 ليس في القرآن غيره ليس لأن العبادة في الآية التوحيد والتوحيد أول ما يلزم العبد من المعارف فكان هذا أول خطاب خاطب الله به الناس في القرآن فخاطبهم بما ألزمهم أولا ثم ذكر سائر المعارف وبنى عليها العبادات فيما بعدها من السور والآيات.فإن قيل سورة البقرة ليست من أول القرآن نزولا فلا يحسن فيها ما ذكرت.قلت أول القرآن سورة الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران على هذا الترتيب إلى سورة الناس وهكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ وهو على هذا الترتيب كان يعرضه عليه الصلاة والسلام على جبريل عليه السلام كل سنة.أي ما كان يجتمع عنده منه وعرضه عليه الصلاة والسلام في السنة التي توفى فيها مرتين وكان آخر الآيات نزولا واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين.وذهب جماعة من المفسرين إلى أن قوله في هود: {فأتوا بعشر سور مثله} [13] معناه مثل البقرة إلى هود وهي العاشرة ومعلوم أن سورة هود مكية وأن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة مدنيات نزلن بعدها.وفسر بعضهم قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} [73: 4] أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم وتأخير وجاء النكير على من قرأه معكوسا.ولو حلف إنسان أن يقرأ القرآن على الترتيب لم يلزمه إلا على هذا الترتيب ولو نزل جملة كما اقترحوا عليه بقولهم لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة 25: 32 لنزل على هذا الترتيب وإنما تفرقت سوره وآياته نزولا لحاجة الناس حالة بعد حالة ولأن فيه الناسخ والمنسوخ ولم يكونا ليجتمعا نزولا.وأبلغ الحكم في تفرقه ما قاله سبحانه وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث 17 160 وهذا أصل تنبني عليه مسائل والله أعلم.9- قوله تعالى: {قل فأتوا بسورة من مثله} 23 بزيادة من في هذه السورة وفي غيرها بسورة مثله 10 38 لأن من تدل على التبعيض ولما كانت هذه السورة سنام القرآن وأوله بعد الفاتحة حسن دخول من فيها ليعلم أن التحدي واقع على جميع سور القرآن من أوله إلى آخره وغيرها من السور لو دخلها من لكان التحدي واقعا على بعض السور دون بعض ولم يكن ذلك بالسهل والهاء في قوله: {من مثله} تعود إلى ما وهو القرآن وذهب بعضهم إلى أنه يعود على محمد عليه السلام أي فأتوا بسورة من إنسان مثله وقيل يعود إلى الأنداد وهو ضعيف لأن الأنداد جماعة والهاء للفرد وقيل مثله التوراة والهاء تعود إلى القرآن والمعنى فأتو بسورة من التوراة التي هي مثل القرآن ليعلموا وفاقهما وهو خطاب لليهود.10- قوله: {فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر} 34 ذكر هذه الخلال في هذه السورة جملة ثم ذكرها في سائر السور مفصلا فقال في الأعراف {إلا إبليس لم يكن من الساجدين} 11 وفي الحجر {إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين} 31 وفي سبحان {إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا} 61 وفي الكهف {إلا إبليس كان من الجن} 50 وفي طه {إلا إبليس أبى} 116 وفي ص {إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين} 74.11- قوله: {اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا} 35 بالواو وفي الأعراف {فكلا} 19 بالفاء اسكن في الآيتين ليس بأمر بالسكون الذي هو ضد الحركة وإنما الذي في البقرة من السكون الذي معناه الإقامة وذلك يستدعي زمانا ممتدا فلم يصلح إلا بالواو لأن المعنى اجمع بين الإقامة فيها والأكل من ثمارها ولو كان الفاء مكان الواو لوجب تأخير الأكل إلى الفراغ من الإقامة لأن الفاء للتعقيب والترتيب والذي في الأعراف من السكنى الذي معناها اتخاذ الموضع مسكنا لأن الله تعالى أخرج إبليس من الجنة بقوله: {اخرج منها مذموما} 18 وخاطب آدم فقال: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} 19 أي اتخذاها لأنفسكما مسكنا {فكلا من حيث شئتما} 19 فكانت الفاء أولى لأن اتخاذ المسكن لا يستدعي زمانا ممتدا ولا يمكن الجمع بين الاتخاذ والأكل فيه بل يقع الأكل عقيبه.وزاد في البقرة رغدا لما زاد في الخبر تعظيما بقوله وقلنا بخلاف سورة الأعراف فإن فيها قال والخطيب ذهب إلى أن ما في الأعراف.12- قوله: {اهبطوا منها} 38 كرر الأمر بالهبوط لأن الأول من الجنة والثاني من السماء.13- قوله: {فمن تبع} 38 وفي طه فمن اتبع 123 تبع واتبع بمعنى وإنما اختار في طه اتبع موافقة لقوله تعالى: {يتبعون الداعي} 108.14- قوله: {ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل} 48 قدم الشفاعة في هذه الآية وأخر العدل وقدم العدل في الآية الأخرى من هذه السورة وأخر الشفاعة وإنما قدم الشفاعة قطعا لطمع من زعم أن آباءهم تشفع لهم وأن الأصنام شفعاؤهم عند الله وأخرها في الآية الأخرى لأن التقدير في الآيتين معا لا يقبل منها شفاعة فتنفعها تلك الشفاعة لأن النفع بعد القبول وقدم العدل في الآية الأخرى ليكون لفظ القبول مقدما فيها.15- قوله: {يذبحون} 49 بغير واو هنا على البدل من {يسومونكم} وفي الأعراف {يقتلون} [141] وفي إبراهيم {ويذبحون} [6] بالواو لأن ما في هذه السورة والأعراف من كلام الله تعالى فلم يرد تعداد المحن عليهم والذي في إبراهيم من كلام موسى فعدد المحن عليهم وكان مأمورا بذلك في قوله: {وذكرهم بأيام الله}.16- قوله: {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} 57 هاهنا وفي الأعراف 160 وقال في آل عمران {ولكن أنفسهم يظلمون} 117.لأن ما في السورتين إخبار عن قوم ماتوا وانقرضوا وما في آل عمران مثل:17- قوله: {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا} 58 بالفاء وفي الأعراف 161 بالواو لأن الدخول سريع الانقضاء فيتبعه الأكل وفي الأعراف {وإذا قيل لهم اسكنوا} 161 المعنى أقيموا فيها وذلك ممتد فذكر بالواو أي اجمعوا بين الأكل والسكون وزاد في البقرة رغدا لأنه سبحانه أسنده إلى ذاته بلفظ التعظيم وهو قوله: {وإذ قلنا} خلاف ما في الأعراف فإن فيه وإذ قيل.وقدم وادخلوا الباب سجدا على قوله: {وقولوا حطة} في هذه السورة وأخرها في الأعراف لأن السابق في هذه السورة ادخلوا فبين كيفية الدخول وفي هذه السورة خطاياكم 58 بالإجماع وفي الأعراف خطيئاتكم 161 مختلف لأن خطايا صيغة الجمع الكثير ومغفرتها أليق في الآية بإسناد الفعل إلى نفسه سبحانه.وفي هذه السورة وسنزيد وفي الأعراف سنزيد بغير واو لأن اتصالها في هذه السورة أشد لاتفاق اللفظين واختلفا في الإعراب لأن اللائق سنزيد محذوف الواو ليكون استئنافا لكلام.وفي هذه السورة فبدل الذين ظلموا قولا 59 وفي الأعراف 62 ظلموا منهم لأن في الأعراف ومن قوم موسى 159 ولقوله منهم الصالحون ومنهم دون ذلك 7 168 وفي هذه السورة فأنزلنا على الذين ظلموا 59 وفي الأعراف فأرسلنا 162 لأن لفظ الرسول والرسالة كثرت في الأعراف فجاء ذلك وفقا لما قبله وليس كذلك في سورة البقرة.18- قوله: {فانفجرت} 60 وفي الأعراف {فانبجست} 160 لأن الانفجار انصباب الماء بكثرة والانبجاس ظهور الماء وكان في هذه السورة {كلوا واشربوا} فذكر بلفظ بليغ وفي الأعراف {كلوا من طيبات ما رزقناكم} وليس فيه واشربوا فلم يبالغ فيه.19- قوله: {ويقتلون النبيين بغير الحق} 61 في هذه السورة وفي آل عمران {ويقتلون النبيين بغير حق} 210 وفيها وفي النساء {وقتلهم الأنبياء بغير حق} 18 155 لأن ما في البقرة إشارة إلى الحق الذي أذن الله أن تقتل النفس به وهو قوله: {ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق} [6: 151] فكان الأولى أن يذكر معرفا لأنه من الله تعالى وما في آل عمران والنساء نكرة أي بغير حق في معتقدهم ودينهم فكان هذا بالتنكير أولى وجمع النبيين جمع السلامة في البقرة لموافقة ما بعده من جمعى السلامة وهو النبيين الصابئين وكذلك في آل عمران إن الذين وناصرين ومعرضون بخلاف الأنبياء في السورتين.20- قوله: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين} 62 وقال في الحج والصابئين والنصارى 17 وقال في المائدة والصابئون والنصارى 69 لأن النصارى مقدمون على الصابئين في الرتبة لأنهم أهل كتاب فقدمهم في البقرة والصابئون مقدمون على النصارى في الزمان لأنهم كانوا قبلهم فقدمهم في الحج وداعى في المائدة بين المعنين وقدمهم في اللفظ وأخرهم في التقدير لأن تقديره والصابئون في كذلك.قال الشاعر: أراد إني لغريب وقيار كذلك فتأمل فيها وفي أمثالها يظهر لك إعجاز القرآن.21- قوله: {أياما معدودة} 90 وفي آل عمران أياما معدودات 24 لأن الأصل في الجمع إذا كان واحده مذكرا أن يقتصر في الوصف على التأنيث نحو قوله: {سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابى مبثوثة} [88: 13 16] وقد يأتي سرر مرفوعات على تقدير ثلاث سرر مرفوعة وتسع سرر مرفوعات إلا أنه ليس بالأصل فجاء في البقرة على الأصل وفي آل عمران على الفرع وقوله: {في أيام معدودات} [203] أي في ساعات أيام معدودات وكذلك في أيام معلومات 22 28.22- قوله: {وتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولن يتمنوه} 94 95 وفي الجمعة {ولا يتمنونه} [7] لأن دعواهم في هذه السورة بالغة قاطعة وهي كون الجنة لهم بصفة الخلوص فبالغ في الرد عليهم بلن وهو أبلغ ألفاظ النفي ودعواهم في الجمعة قاصرة مترددة وهي زعمهم.أنهم أولياء الله فاقتصر على لا.23- قوله: {بل أكثرهم لا يؤمنون} [100] وفي غيرها لا يعقلون لا يعلمون لأنهم بين ناقض عهد وجاحد حق إلا القليل منهم عبد الله بن سلام وأصحابه ولم يأت هذان المعنيان معا في غير هذه السورة.24- قوله: {وإن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم} [120] وفيها أيضا {من بعد ما جاءك من العلم} 145 فجعل مكان قول الذي ما وزاد في أوله من لأن العلم في الآية الأولى علم بالكمال وليس وراءه علم لأن معناه بعد الذي جاءك من العلم بالله وصفاته وبأن الهدى هدى الله ومعناه بأن دين الله الإسلام وأن القرآن كلام الله فكان لفظ الذي أليق به من لفظ ما لأنه في التعريف أبلغ وفي الوصف أقعد لأن الذي تعرفه صلته فلا يتنكر قط وتتقدمه أسماء الإشارة نحو قوله: {أمن هذا الذي هو جند لكم} 67 20 {أمن هذا الذي يرزقكم} 67 21 فيكتنف الذي بيانان هما الإشارة قبلها والصلة بعدها ويلزمه الألف واللام ويثنى ويجمع وليس لما شيء من ذلك لأنه يتنكر مرة ويتعرف أخرى ولا يقع وصفا لأسماء الإشارة ولا تدخله الألف واللام ولا يثنى ولا يجمع.وخص الثاني بما لأن المعنى من بعد ما جاءك من العلم بأن قبلة الله هي الكعبة وذلك قليل من كثير من العلم وزيدت معه من التي لابتداء الغاية لأن تقديره من الوقت الذي جاءك فيه العلم بالقبلة لأن القبلة الأولى نسخت بهذه الآية وليست الأولى مؤقتة بوقت.وقال في سورة الرعد بعد ما جاءك 37 فعبر بلفظ ما ولم يزد من لأن العلم هنا هو الحكم العربي أي القرآن فكان بعضا من الأول ولم يزد فيه من لأنه غير مؤقت وقريب من معنى القبلة ما في آل عمران من بعد ما جاءك من العلم 61 فهذا جاء بلفظ ما وزيدت فيه من.25- قوله: {واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا} 47 48 122 123 هذه الآية والتي قبلها متكررتان وإنما كررت لأن كل واحدة منهما صادفت معصية تقتضي تنبيها ووعظا لأن كل واحدة وقعت في غير وقت الأخرى والمعصية الأول أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم 44 والثانية ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم 120.26- قوله: {رب اجعل هذا بلد آمنا} 126 وفي إبراهيم هذا البلد آمنا 35 لأن هذا هنا إشارة إلى المذكور في قوله: {بواد غير ذي زرع} 37 قبل بناء الكعبة وفي إبراهيم إشارة إلى البلد بعد الكعبة فيكون بلدا في هذه السورة المفعول الثاني وآمنا صفته وهذا البلد في إبراهيم المفعول الأول وآمنا المفعول الثاني.وقيل لأن النكرة إذا تكررت صارت معرفة وقيل تقديره في البقرة البلدا بلدا آمنا فحذف اكتفاء بالإشارة فتكون الآيتان سواء.27- قوله: {وما أنزل إلينا} 136 في هذه السورة وفي آل عمران علينا 84 لأن إلى للانتهاء إلى الشيء من أي جهة كانت والكتب منتهية إلى الأنبياء وإلى أممهم جميعا والخطاب في هذه السورة لهذه الأمة لقوله تعالى: {قولوا} 136 فلم يصح إلى إلى وعلى مختص بجانب الفوق وهو مختص بالأنبياء لأن الكتب منزلة عليهم لا شركة للأمة فيها وفي آل عمران قل 84 وهو مختص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون أمته فكان الذي يليق به على وزاد في هذه السورة وما أوتى وحذف من آل عمران لأن في آل عمران قد تقدم ذكر الأنبياء حيث قال وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة 81.28- قوله: {ومن حيث خرجت} 144 هذه الآية مكررة ثلاث مرات قيل إن الأولى لنسخ القبلة والثانية للسبب وهو قوله: {وإنه للحق من ربك} 149 والثالثة للعلة وهو قوله: {لئلا يكون للناس عليكم حجة} 150 وقيل الأولى في مسجد المدينة والثانية خارج المسجد والثالثة خارج البلد.وقيل في الآيات خروجان خروج إلى مكان ترى فيه القبلة وخروج إلى مكان لا ترى أي الحالتان فيه سواء.قلت إنما كرر لأن المراد بذلك الحال والمكان والزمان وقلت في الآية الأولى ومن حيث خرجت وليس فيها وحيثما كنتم فجمع في الآية الثالثة بين قوله: {حيث خرجت} {وحيثما كنتم} ليعلم أن للنبي والمؤمنين في ذلك سواء.29- قوله: {إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا} 160 ليس في هذه من بعد ذلك وفي غيرها من بعد ذلك 3 89 لأن قبله هنا من بعد ما بيناه 159 فلو أعاد التبس.30- قوله: {لآيات لقوم يعقلون} 164 خص العقل بالذكر لأن به يتوصل إلى معرفة الآيات ومثله في الرعد 4 والنحل 12 والنور 61 والروم 24.31- قوله: {ما ألفينا عليه آباءنا} 170 في هذه السورة وفي المائدة 4 7 ولقمان 21 ما وجدنا لأن ألفيت يتعدى إلى مفعولين تقول ألفيت زيدا قائما وألفيت عمرا على كذا ووجدت يتعدى مرة إلى مفعول واحد تقول وجدت الضالة ومرة إلى مفعولين تقول وجدت زيدا جالسا فهو مشترك فكان الموضع الأول باللفظ الأخص أولى لأن غيره إذا وقع موقعه في الثاني والثالث علم أنه بمعناه.32- قوله: {أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا} 170 وفي المائدة {لا يعلمون} 104 لأن العلم أبلغ درجة من العقل ولهذا جاز وصف الله به ولم يجز وصفه بالعقل فكانت دعواهم في المائدة أبلغ لقولهم: {حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا} 104 فادعوا النهاية بلفظ حسبنا فنفى ذلك بالعلم وهو النهاية وقال في البقرة {بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا} 170 ولم تكن النهاية فنفى بما هو دون العلم لتكون كل دعوى منفية بما يلائمها والله أعلم.33- قوله: {وما أهل به لغير الله} 173 قدم به في هذه السورة وأخرها في المائدة 3 والأنعام 145 والنحل 115 لأن تقديم الباء الأصل فإنها تجري مجرى الهمزة والتشديد في التعدي فكانت كحرف من الفعل فكان الموضع الأول أولى بما هو الأصل ليعلم ما يقتضيه اللفظ ثم قدم فيما سواها ما هو المستنكر وهو الذبح لغير الله وتقديم ما هو الغرض أولى ولهذا جاز تقديم المفعول على الفاعل والحال على ذي الحال والظرف على العامل فيه إذا كان ذلك أكثر للغرض في الإخبار.34- قوله في هذه السورة {فلا إثم عليه} 173 وفي السور الثلاث بحذفها لأنه لما قال في الموضع الأول فلا إثم عليه صريحا كان نفي الإثم في غيره تضمينا لأن قوله: {غفور رحيم} يدل على أنه لا إثم عليه.35- قوله: {إن الله غفور رحيم} 173 في هذه السورة خلاف سورة الأنعام فإن فيها فإن ربك غفور رحيم 145 لأن لفظ الرب تكرر في الأنعام مرات ولأن في الأنعام قوله: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات} 141 الآية وفيها ذكر الحبوب والثمار وأتبعها بذكر الحيوان من الضأن والمعز والإبل وبها تربية الأجسام فكان ذكر الرب فيها أليق.36- قوله: {إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} 174 الآية في السورة على هذا النسق وفي آل عمران {أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} 77 لأن المنكر في هذه السورة أكثر فالمتوعد فيها أكثر وإن شئت قلت زاد في آل عمران ولا ينظر إليهم في مقابلة ما يأكلون في بطونهم إلا النار.37- قوله في آية الوصية {إن الله سميع عليم} 181 خص السمع بالذكر لما في الآية من قوله: {فمن بدله بعدما سمعه} ليكون مطابقا وقال في الآية الأخرى بعدها إن الله غفور رحيم 182 لقوله قبله فلا إثم عليه فهو مطابق معنى له.38- قوله: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر} 184 قيد بقوله منكم وكذلك فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه 196.ولم يقيد في قوله: {ومن كان مريضا أو على سفر} 185 اكتفاء بقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه 185 لاتصاله به.39- قوله: {تلك حدود الله فلا تقربوها} 187 وقال بعده تلك حدود الله فلا تعتدوها 229 لأن الحد الأول نهى وهو قوله: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} 187 وما كان من الحدود نهيا أمر بترك المقاربة والحد الثاني أمر وهو بيان عدد الطلاق بخلاف ما كان عليه العرب من المراجعة بعد الطلاق من غير عدد وما كان أمرا أمر بترك المجاوزة وهو الاعتداء.40- قوله: {يسألونك عن الأهلة} 189 جميع ما جاء في القرآن من السؤال وقع عقبه الجواب بغير الفاء إلا في قوله: {ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي} 20 105 فإنه أجيب بالفاء لأن الأجوبة في الجميع كانت بعد السؤال وفي طه قبل وقوع السؤال فكأنه قيل إن سئلت عن الجبال فقل ينسفها ربي.41- قوله: {ويكون الدين لله} 193 في هذه السورة وفي الأنفال ويكون الدين كله لله 39 لأن القتال في هذه السورة مع أهل مكة وفي الأنفال مع جميع الكفار فقيده بقوله كله.42- قوله: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم} 214 وقال في آل عمران أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين 142.وقال في التوبة أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم 16 الآية الخطيب أطنب في هذه الآيات ومحصول كلامه أن الأول للنبي والمؤمنين والثاني للمؤمنين والثالث للمخاطبين جميعا.43- قوله: {لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة} 219 220 وفي آخر السورة لعلكم تتفكرون 266 ومثله في الأنعام لأنه لما بين في الأول مفعول التفكر وهو قوله: {في الدنيا والآخرة} حذفه مما بعده للعلم به وقيل في متعلقة بقوله يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون 219.44- قوله: {ولا تنكحوا المشركات} 221 بفتح التاء والثاني بضمها لأن الأول من نكحت والثاني من أنكحت وهو يتعدى إلى مفعولين والمفعول الأول في الآية المشركين والثاني محذوف وهو المؤمنات أي لا تنكحوا المشركين النساء المؤمنات حتى يؤمنوا.45- قوله: {ولا تمسكوهن} 231 أجمعوا على تخفيفه إلا شإذا وما في عير هذه السورة قرئ بالوجهين لأن قبله فأمسكوهن 221 وقبل ذلك فإمساك 229 فاقتضى ذلك التخفيف.46- قوله: {ذلك يوعظ به من كان منكم} 232 وفي الطلاق ذلكم يوعظ به من كان يؤمن الكاف في ذلك لمجرد الخطاب لا محل له من الإعراب فجاز الاختصار على التوحيد وجاز إجراؤه على عدد المخاطبين ومثله عفونا عنكم من بعد ذلك 52 وقيل حيث جاء موحدا فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وخص بالتوحيد في هذه السورة لقوله من كان منكم وجمع في الطلاق لما لم يكن بعده منكم.47- قوله: {فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف} 234 وقال في الآية الأخرى من معروف 240 لأن تقدير الأول فيما فعلن بأمر الله وهو المعروف والثاني فيما فعلن في أنفسهن فعلا من أفعالهن معروفا أي جاز فعله شرعا قال أبو مسلم حاكيا عن الخطيب إنما جاء المعروف الأول معرف اللفظ لأن المعنى بالوجه المعروف من الشرع لهن وهو الوجه الذي دل الله عليه وأبانه والثاني كان وجها من الوجوه التي لهن أن يأتينه فأخرج مخرج النكرة لذلك.قلت النكرة إذا تكررت صارت معرفة فإن قيل كيف يصح ما قلت والأول معرفة والثاني نكرة وما ذهبت إليه يقتضي ضد هذا بدليل قوله تعالى: {كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسولا} فالجواب أن هذه الآية بإجماع من المفسرين مقدمة على تلك الآية في النزول وإن وقعت متأخرة في التلاوة ولهذا نظير في القرآن في موضع آخر أو موضعين وقد سبق بيانه وأجمعوا أيضا على أن هذه الآية منسوخة بتلك الآية والمنسوخ سابق على الناسخ ضرورة فصح ما ذكرت أن قوله: {بالمعروف} هو ما ذكر في قوله: {من معروف} فتأمل فيه فإن هذا دليل على إعجاز القرآن.48- قوله: {ولو شاء الله ما اقتتلوا} 253 كرر هنا تأكيدا وقيل ليس بتكرار لأن الأول للجماعة والثاني للمؤمنين وقيل كرر تكذيبا لمن زعم أن ذلك لم يكن بمشيئة الله تعالى.49- قوله: {ويكفر عنكم من سيئاتكم} 271 في هذه السورة بزيادة من موافقة لما بعدها لأن بعدها ثلاث آيات فيها من على التوالي وهي قوله: {وما تنفقوا} من خير ثلاث مرات.50- قوله: {فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} 284 يغفر مقدم في هذه السورة وغيرها إلا في المائدة فإن فيها يعذب من يشاء ويغفر 40 لأنها نزلت بعدها في حق السارق والسارقة وعذابهما يقع في الدنيا.فقدم لفظ العذاب وفي غيرها قدم لفظ المغفرة رحمة منه تعالى وترغيبا للعباد في المسارعة إلى موجبات المغفرة جعلنا الله تعالى منهم يمنه وكرمه. اهـ.
|